لقد أثارت قضية ممثلة الكونغرس المسلمة "إلهان عمر" مرّة أخرى موجة من تزايد عمليات العنف والعنصرية ضد الأقليات القاطنة داخل أمريكا وخاصة الأقلية المسلمة وتعتبر "إلهان عمر" إحدى المسلمتين اللتين استطاعتا الفوز في الانتخابات البرلمانية عن مدينة "مينيسوتا" في نوفمبر 2018 وتذكر العديد من المصادر الإخبارية بأنها وعائلتها هاجروا في بداية التسعينيات إلى أمريكا طالبين اللجوء وتعتبر "إلهان عمر" هي المرأة المسلمة الوحيدة التي تشارك في جلسات الكونغرس الأمريكي وهي مرتدية الحجاب.
مواقف مثيرة للجدل لـ "إلهان عمر"
لقد وجّهت عضوة الكونغرس الأمريكي "إلهان عمر" الكثير من الانتقادات ضد سياسة البيت الأبيض وصرّحت علناً عن بعض الحقائق الخاضعة للرقابة من المجتمع الأمريكي، لدرجة أن تصريحاتها على الساحة العامة، وخاصة بين الأقليات والمنتقدين لسياسات ترامب والبيت الأبيض، كان لها تأثير كبير وكان لها انعكاسات كثيرة في الساحة الأمريكية .
وحول هذا السياق، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن التصريحات التي أطلقتها "إلهان عمر" والتي فضحت فيها الهيمنة الواسعة للوبي الصهيوني على الساحة الاقتصادية والسياسة الأمريكية، كانت من أهم المواقف التي أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الأمريكية والتي تسببت أيضاً لـ"إلهان" بالكثير من الانتقادات والهجمات الشرسة.
ولفتت تلك المصادر الإخبارية بأن تصريحات "إلهان" التي أطلقتها في فبراير 2019 والتي تحدثت فيها حول دعم بعض القادة السياسيين الأمريكيين لـ "إسرائيل" مقابل أخذ مبالغ مالية ضخمة، أثارت موجة من الغضب داخل البيت الأبيض ولم تتوقف "إلهان" عند هذا الحد، بل إنها وصفت الحكومة الإسرائيلية بأنها "نظام مبني على العنصرية" وقالت بأن "إسرائيل" عملت على تنويم العالم لتحويل الانتباه عن قصف المدنيين في الأراضي الفلسطينية.
وفي السياق نفسه، وجّه الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، انتقادات شديدة اللهجة إلى النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا "إلهان عمر"، على خلفية تصريحات لها اعتبرت معادية للسامية وأوضح "ترامب" في ختام جلسة للحكومة الأمريكية انعقدت في البيت الأبيض، تعليقاً على الحادث: "أود أن أؤكد أن لا مكان لمعادة السامية في الكونغرس الأمريكي، وما قالته أمر مرعب"، وأضاف ترامب: "أعتقد أن عليها الاستقالة من العضوية في الكونغرس أو على الأقل من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب".
يذكر أن خطاب "إلهان" الأخير حول التمييز العنصري ضد الأقليات وخاصة المسلمين، أعادها إلى الواجهة مرة أخرى، حيث صرّحت في خطاب لها أمام مجموعة الدعم الإسلامية والحقوق المدنية، قائلة: "إن المسلمين شعروا بالحزن لأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وبصراحة تعبت أنا من ذلك، وبالتأكيد سئم الكثير من المسلمين في أمريكا من ذلك الأمر".
وكتبت "إلهان" أيضاً على صفحتها على "تويتر" في 9 أبريل الحالي: "أعدكم بأنني سوف أقوم بمعارضة قانون الحظر المفروض على دخول المسلمين إلى أمريكا وغداً سنضع مشروع قانون للقيام بذلك". وأضافت مؤكدة: "لا ينبغي منع أي شخص من التمتع بحقوقه الأساسية بسبب دينه أو عرقه أو جنسيته".
ومن جهة أخرى، انتقدت "إلهان عمر" منذ وصولها إلى الكونغرس الأمريكي سياسة البيت الأبيض المزدوجة والمضللة لحماية حقوق الإنسان.
كما دعت "إلهان" إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وطالبت بإحلال السلام في المنطقة، مشيرة إلى حدوث عمليات انتهاك لحقوق الفلسطينيين من قبل الكيان الصهيوني، لكن ربما كان الشيء الأكثر أهمية والذي كان محطّ اهتمام العديد من الخبراء السياسيين، يتمثل في التصريحات التي أطلقتها "إلهان" حول أحداث "11 سبتمبر" ونوع ردة فعل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على هذه التصريحات.
يذكر أن "إلهان عمر" قالت في تصريحاتها التي أطلقتها أمام أعضاء منظمة "كير" حول هجمات "11 سبتمبر": "بعض الناس قاموا بعمل ما"، فهبّت العواصف عليها ولم يفوّت الرئيس "ترامب" شخصياً هذه السقطة، وأرفق مع كلمة "إلهان" لقطات مثيرة للحزن عن هجمات "11 سبتمبر" مؤكداً: " بأن جميع الشعب الأمريكي لن ينسى تلك الكارثة".
ردود الفعل على تهديد "إلهان" بالقتل
أثارت تعليقات "إلهان" التي عبّرت فيها بأنها وأسرتها مهددين بالقتل، ردود فعل محلية واسعة النطاق، خاصة بعدما وجّه لها الرئيس الأمريكي "ترامب" العديد من التهم الباطلة وقوله بأنها تشجع على نشر العنف والعنصرية داخل أمريكا.
وفي سياق متصل، لفتت العديد من المصادر الإخبارية إلى أنه في وقت سابق، أعلن المدعون الفيدراليون الأمريكيون أن "باتريك كارلينو" البالغ من العمر 55 عاماً قد تم اعتقاله بتهمة تهديد العضوة المسلمة في الكونغرس الأمريكي بالهجوم والقتل.
وفي السياق نفسه، أضافت تلك المصادر أن العديد من الخبراء السياسيين كتبوا على "تويتر" بأن تصريحات الرئيس "ترامب" تشجّع الناس على القيام بتهديد "إلهان" بالقتل، حيث انتقد ديمقراطيون بارزون، بينهم الطامحان للترشح للرئاسة "بيرني ساندرز" و"إليزابيث وارين"، تغريدة ترامب وقالوا إنه يحرّض على العنصرية والعنف تجاه "إلهان عمر" بالتسجيل المصور.
وقالت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" في بيان يوم الأحد إنها تحدثت مع المسؤول عن النظام والأمن في الكونغرس لضمان أن تجري شرطة الكونغرس تقييماً أمنياً لحماية إلهان عمر وأسرتها والعاملين معها.
وأضافت، قائلة: "كلمات الرئيس ثقيلة جداً ولهجته الحاقدة والمحرّضة تثير خطراً حقيقياً ويجب على الرئيس ترامب حذف شريطه المصور المهين والخطير".
وفي خضم كل هذه الانتقادات الأمريكية التي انتقدت بشدة عمليات تهديد "إلهان عمر"، إلا أن الموقف العربي كان مخيباً للآمال، وحول هذا السياق، قالت صحيفة "رأي اليوم": " أردنا من رؤساء الدول العربية أن يقوموا بدعم إلهان عمر ولكننا تراجعنا عن ذلك الأمر وذلك لأن دعم بعض الدول العربية التي تربطها علاقات جيدة مع الكيان الصهيوني، سوف يشوّه وجه إلهان المضيء أمام العالم".
URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/10785
الكلمات:
لماذا أغتيل أحمد شاه مسعود؟
